الضيوف والحضور الكرام، رفاقنا من الدول الصديقة (بوليفيا، السلفادور، براغواي، الهند، ألمانيا، فرنسا، اليونان، البرازيل) رفاقنا في النضال، ممثلي الأحزاب والحركات اليسارية في هذه الدول، الضيوف أعضاء السلك الدبلوماسي، رفاقنا في القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية/ رفاقنا في التيار الوطني الديمقراطي التقدمي، أيها الديمقراطيون الفلسطينيون/ رفاقنا وشركاؤنا في إخراج هذا المؤتمر الى خيز الوجود مؤسسة "روزا لو كسمبورغ" . السيدات والسادة جميعا.
أرحب بكم أجمل ترحيب وأتشرف للحديث باسم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي شاكرا لرفاقي وزملائي ثقتهم بأن أتحدث باسم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي الذي وضع وما زال نصب عينيه مهمة عظيمة وسامية وهي السعي لتوحيد اليساريين والديمقراطيين الفلسطينيين أحزاباً وأفراداً ومؤسسات مؤكداً أنه لا يطرح نفسه بديلا لأحد ولا يسعى لإضافة رقم آخر للأحزاب والقوى القائمة في الساحة الفلسطينية لكنه يسعى ومع كل اليساريين التقدميين المقتنعين بوحدة اليسار في الساحة الفلسطينية يسارا مناضلا مدافعا عن قضايا الشعب وحقوقه الوطنية والاجتماعية متمسكا بوحدة الشعب والأرض والقضية رافضا كل أشكال الانقسام والاقتتال والتفريط السائدة في الساحة الفلسطينية.
يجيء انعقاد هذا المؤتمر كظاهرة فريدة إن لم يكن على نطاق العالم العربي فعلى صعيد فلسطين اذ من المؤكد أنها فريدة فرادة الواقع الفلسطيني الذي رغم عراقة وغنى تجربة اليسار الفلسطيني منذ حوالي مثة عام إلا أنه ما زال عاجزا عن تبؤ المكان الذي يستحق والذي يتوقعه منه الشعب الفلسطيني الذي يواصل منذ أكثر من قرن نضاله وتحديه لأسوأ الآت البطش وأسوأ أشكال الاضطهاد والاقتلاع والتمييز العنصري التي تمارسها الحركة الصهيونية ضده.
كما يتوقع ذلك منه رفاقه وأصدقاؤه وكل المؤمنين بعدالة الشعب الفلسطيني ومشروعية نضاله حيث يتوقع اليساريون في العالم والديمقراطيون الثوريون من اليساريين الفلسطينيين، من كل الديمقراطيين أن يكونوا حيث تكون قضايا وهموم شعبهم وحيث تكون طليعة النضال العتيد والمثابر دفاعا عن هذه الحقوق، فقد ارتبط مصطلح اليسار تاريخيا بالصلابة والاخلاص والتمسك بالمبادىء فأين نحن منه كيساريين فلسطينيين، أين كنا من ذلك وأين نقف الآن؟
أين نقف الآن، في مرحلة تشهد العديد من شعوب العالم نهوضا لحركات اليسار وانتصارها على قوى الظلم والاضطهاد، قوى رأس المال القديم والليبرالية الجديدة فها هم رفاقنا في العديد من دول أمريكا اللاتينية يتقدمون باتجاه تحرير أمريكا اللاتينية من قبضة الظلم فهذا التحالف البوليفاري حيث كوبا، فنزويلا، بوليفيا، نيكاراغوا، الأوروغواي، والاكوادور، ها هم يكرسون اشتراكية حقيقية تضع كل امكانيات دولهم في خدمة الإنسان، وها هم يتحدون ويتصدون ويواجهون بنجاح محاولات التخريب الامبريالية لبلادهم، هؤلاء اليوم بيننا بتجاربهم وخبرتهم الخلاقة التي كانت جراء تضحيات جسام ودماء سالت على طريق التحرر لم تعد ملكا لهم لكنها ملك للبشرية، للشعوب المقهورة تستخلص دروسها وتتمثل ما يتلائم وواقعها لتتجه نحو بلورة تجربة تستجيب لواقعها وتهيء لانتصارها، ولكن ما لا شك فيه وما هو مشترك بالفعل وينبغي أن يكون درسا لا غبار عليه هو أن شرذمة وتفرق قوى اليسار خير وصفة _حال استمراره_ لمزيد من التراجع والتهميش نحو الاندثار وأن وحدة قوى اليسار على قاعدة التمسك بهموم وقضايا الشعب وحقوقه المشروعة والمتمثلة في حالتنا الفلسطينية بالعودة إلى الديار وفق قرار 194 وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ورحيل المستوطنين الغزاة عن أرضنا.
إن التجارب اليسارية الوحدوية لا تقتصر على أمريكا اللاتينية وحدها لكنها امتدت إلى قارات العالم كلها فأصدقاؤنا ورفاقنا في أوروبا وآسيا يشاركوننا اليوم بخبراتهم وتجاربهم في السعي لتوحيد صفوفهم والتي نجحت أحيانا وأخفقت أخرى، كل هذا نستخلص منه دروسا باتجاه تكريس خيار الوحدة التي لا بديل عنها لتجاوز أزمة اليسار الفلسطيني وتبوئه مكانه الطبيعي والطليعي في الساحة الفلسطينية.
إن دور اليسار الفلسطيني يكتسب أهمية قصوى في هذه المرحلة من نضال الشعب الفلسطيني حيث حكومة نتنياهو اليمينية العدوانية تواصل سياستها الاجرامية بحق شعبنا وتواصل تنكرها لحقوقه التي أقرتها كل المواثيق وقرارات الشرعية الدولية وتزداد مسؤولية اليسار الفلسطيني أهمية في ظل الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية بين مشروعين غيبا بشكل واضح مصالح الشعب الفلسطيني وقضاياه لصاللح محاصصة تقتسم السلطة والمنافع والنفوذ بعيدا عن هموم الشعب وحقوقه.
أيها الضيوف ، أيها الرفاق والرفيقات
اذ أعلن باسم التيار الوطني الديمقراطي التقدمي افتتاح أعمال هذا المؤتمر الدولي "تجارب تفعيل وتوحيد اليسار في فلسطين والعالم" يطيب لي أن أشكر كل القائمين على المؤتمر وكل الذين شاركوا في التحضيرات التفصيلية والذين عملوا بصمت وجد مثابرة لنصل جميعا الى هذه المحطة، كما أشكر شركاءنا في تنظيم هذا المؤتمر مؤسسة " روزا لو كسمبورغ" والتي شكلت كمناضلة طليعة نموذجا لليساري المتفاني من أجل تحقيق العدالة والتقدم للانسانية جمعاء. آملا النجاح لأعمال المؤتمر ونقاشا معمقا يغني الأوراق المطروحة وواثقا أن هذه المؤتمر سيكون فاتحة للقاءات ودية بين يساري العالم يقيمون تجاربهم ويتبادلون خبراتهم في مواجهة عدوهم المشترك الامبريالية والعنصرية الصهيونية ورأس المال .
مرة أخرى أرحب بكل الرفاق الضيوف وممثلي القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية وأعضاء التيار الوطني التقدمي آملاً أن يخقق هذا المؤتمر الأهداف التي نسعى جميعا من اجل تحقيقها.
التيار الوطني الديمقراطي التقدمي
26-6-2009
No comments:
Post a Comment